تعد حيـاة المرحوم الدكتور / حسن عزازي الأب الروحي والرائـد الأول للتعليم الخاص في مصر مشوار كفـاح وقصـة نجـاح حقيـقية لمن يبحث عن قدوة حسنة ومثل يقتدى به ليصبح في النهاية مواطناً صالحاً يتحلى بمجموعة من الخصال الإنسانية النادرة ويحظى بحب وتقدير كل من حوله .
ولد في إحدى قرى مركز زفتي بمحافظة الغربية وتلقي تعليمه الأول بمدارس المدينة , وعاش شبابه كأى إنسان مصري مكافح يشارك أبناء جيله همومهم وأفراحهم , وكان يتميز دائماً بالجدية والاجتهاد والمثابرة ويتخذ من الإصرار والتحدى والعزيمة وسيلة لتحقيق أهدافه التي يصبو إليها .
عرف بين أقرانه بالشجاعة وشارك أبناء جيله من الشباب في ثورتهم ضد الاحتلال الإنجليزي حتي نالت مصر استقلالها , ولذلك فطن منذ البداية إلي أن التعليم أقوى سلاح للمجتمع المصرى لشق طريقه في التنمية والنهضة الشاملة والوقوف على أرض صلبة في مواجهة أية تحديات .
آمن أن قصر التعليم المتميز على أبناء الصفوة القادرين دون غيرهم لن يفيد مصر في شئ , وأنه لابد من إتاحته أمام أبناء الوطن بكافة فئاتهم ومستوياتهم المادية والاجتماعية .
نزح الدكتور/ حسن عزازي إلي القاهرة وبدأ انطلاقته في عالم التعليم عام 1956 حيث أسس أول مدرسة خاصة بمصروفات زهيدة في متناول الطبقة المتوسطة التي كان يتطلع أبناؤها للحصول على تعليم متميز بـأقل التكاليف ورغم توسعه الكبير في إقامة المدارس الإبتدائية والإعدادية والثانوية العامة والتجارية والفندقية التي تحولت الى صروح عملاقة , فإنة لم ينظر يوماً إلي التعليم الخاص باعتباره تجارة أو وسيلة لتحقيق الأرباح بل اعتبره بمثابة رسالة قومية في المقام الاول .
كان ينظر دائماً إلى التعليم العام والخاص على أنهما وجهان لعملة واحدة لابد من التكاتف والتكامل بينهما حفاظاً على البعد الاجتماعي والتكافل بين القادرين وغير القادرين ولذلك كان أول من أطلق شرارة المشاركة المجتمعية الجادة والفعالة قبل أن يسبقه إليها أي شخص آخر فقام ببناء عدد من المدارس وتجهيزها على نفقته الخاصة وإهدائها للدولة ومنها إحدى المدارس التجريبية بعين شمس وأنشأ مبنى كامل بمدرسة عاطف السادات ومثله بمدرسة مصر الجديدة الفندقية كما قام بتجهيز مدرسة التربية الخاصة التابعة لجمعية الرعاية المتكاملة .
وانطلاقاً من إيمانه الراسخ بضرورة تسليح أبناء مصر بآليات العصر عن طريق التعليم المتميز فقد قام باقتحام مجال التعليم العالى وفتح تخصصات جديدة أمام الطلاب المتطلعين إلى التميز حيث أسس معهد الألسن العالي الذى كان أول معهد يمنح درجة البكالوريوس في هذا التخصص على مستوي الجمهورية .
وعندما تقدم لإنشاء جامعة خاصة هي جامعة المستقبل اختار تخصصات أكثر عملية بعيداً عن التخصصات التقليدية التى يتخرج منها آلاف الطلاب الذين ينضمون إلي عالم البطالة ليضرب المثل والقدوة في ضرورة أن تضيف الجامعات الخاصة إلي المجتمع ما هو جديد ونافع لشبابه ومستقبلهم .
وساهم منذ عشرات السنين في رسم سياسة التعليم الخاص على مستوى الجمهورية من خلال المشاركة في لجان صياغة القرارات الوزارية المنظمة للتعليم الخاص التي استفادت كثيراً من خبرته الواسعة باعتباره عنصراً فعالاً في لجان التعليم الخاص على مستوي الإدارات التعليمية ومديرية التربية والتعليم بالقاهرة واللجنة المركزية للتعليم الخاص بالوزارة .
ومنذ تولي المرحوم الدكتور / حسن عزازي رئاسة جمعية أصحاب المدارس لم يدخر جهداً للدفاع عن مصالح أعضاء الجمعية والوقوف إلي جانب حقوقهم ومساعدتهم في أداء دورهم الوطني , فاستحق الحصول على لقب الأب الروحي للتعليم الخاص , ولعل الحفاوة الكبيرة التي كان يلقاها من المسئولين عن التعليم في مصر وقيادات وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي هي أكبر دليل على حب وتقدير الجميع كباراً وصغاراً أصدقاءً ومنافسين لهذا الرجل الذي أخلص في أداء رسالتة .. فاستحق الوفاء والتقدير والتميز .
ولم يقتصر تقدير الدور المتميز للدكتور / حسن عزازي على المجتمع المحلي فقط بل امتد الي المستوي العالمي بعدما قررت جامعة أمريكان وورلد منحه الدكتوراة الفخرية تقديراً لتاريخه .. وعندما زارت السفيرة الأمريكية مقر جامعة المستقبل لم يكن أمامها سوى الإشادة بالأب الروحي للتعليم الخاص مؤكدة أنها وجدت فعلاً أن مؤسس هذا الصرح العلمي الكبير واحداً من أعظم الشخصيات التربوية في القرن العشرين الذين كان لهم نظرة مستقبلية رائدة .